سوق خدمات الطعام في السعودية يدخل مرحلة جديدة من التوسع، حيث يُتوقع أن يتضاعف حجمه تقريبًا من 31.45 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 59.87 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.04%. وتدفع استراتيجية رؤية السعودية 2030 الاستثمارات في قطاعات الضيافة والسياحة، مما يُحفّز الابتكار في مطاعم الخدمة السريعة (QSRs)، واعتماد المدفوعات الرقمية، ومنصات توصيل الطعام. ومع توسّع التجمعات السكانية الحضرية، وإعادة تشكيل جيل جديد من المستهلكين لتفضيلات تناول الطعام، يسير نمو خدمات الطعام في السعودية في مسار توسع مستدام. ويتطور القطاع لمواكبة الطلب المتزايد، مما يوفّر فرصًا للابتكار، ولكنه يواجه أيضًا تحديات في كفاءة سلاسل الإمداد، وشدة المنافسة السوقية، ودمج الحلول الرقمية.
التحضر واعتماد التكنولوجيا يعيدان تشكيل نمو خدمات الطعام في السعودية
تشهد المدن السعودية توسعًا سريعًا، مما يجلب قاعدة مستهلكين تفضل الراحة والسرعة والتكامل الرقمي في تجارب تناول الطعام. ويتحول السوق نحو أنظمة الطلب عبر الجوال، والحجوزات من خلال التطبيقات، والخدمات اللوجستية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات سكان باتوا أكثر دراية بالتكنولوجيا. ويضغط هذا التقاطع بين التكنولوجيا والتحضر على مشغلي المطاعم لتبني القوائم الرقمية، والطلب الآلي، والدفع غير النقدي، مما يعزز الكفاءة وتجربة العملاء على حد سواء.
سلاسل الوجبات السريعة تتوسع لقيادة نمو خدمات الطعام في السعودية
أصبحت السعودية ساحة تنافس شديدة لعمالقة مطاعم الوجبات السريعة. فشركات مثل ماكدونالدز، وكنتاكي، وبيتزا دومينوز تواصل توسيع وجودها، من خلال مواقع استراتيجية في المناطق التجارية عالية الكثافة والمراكز التجارية الكبرى. في الوقت نفسه، تتوسع شركة هرفي للأغذية خارج الحدود السعودية، من خلال شراكتها مع "Eatrite Food Services" في نيجيريا، وخطط لافتتاح 50 فرعًا إضافيًا خلال العقد القادم. ويعكس هذا التوسع المحلي والدولي التأثير المتزايد لسلاسل الوجبات السريعة في توجيه نمو السوق.
تعقيدات سلسلة الإمداد تمثل تحديات لنمو خدمات الطعام في السعودية
رغم النمو المتسارع، لا تزال سلاسل الإمداد تمثل نقطة ضعف حيوية. فاعتماد السعودية الكبير على استيراد الأغذية يجعل مشغلي المطاعم عرضة لتقلبات أسعار السلع العالمية، والاضطرابات الجيوسياسية، وعدم كفاءة الخدمات اللوجستية. كما أن نقل المواد القابلة للتلف عبر مناطق شاسعة يمثل تحديًا إضافيًا، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية. وللتغلب على هذه التحديات، تتجه العديد من الشركات نحو تعزيز المصادر المحلية، والاستثمار في التخزين البارد، وإدارة المخزون بشكل ديناميكي للحد من اضطرابات سلاسل التوريد وضمان استقرار العمليات.
المدفوعات الرقمية تدفع نمو خدمات الطعام نحو مستقبل غير نقدي
تتحول السعودية بسرعة إلى اقتصاد غير نقدي، حيث تمثل المدفوعات الرقمية الآن 70% من معاملات البيع بالتجزئة، مقارنة بـ 62% في عام 2022. وتتصدر المحافظ الرقمية مثل Apple Pay وSTC Pay وMada عمليات الدفع في قطاع خدمات الطعام، خصوصًا عبر منصات التوصيل الإلكتروني التي تتطلب الكفاءة والأمان. وبالنسبة للشركات، لم يعد اعتماد نظم الدفع غير النقدي خيارًا، بل ضرورة للحفاظ على العملاء، وتبسيط العمليات، ودمج برامج الولاء. ومع تسارع التحول الرقمي، تتراجع المعاملات النقدية، مما يعزز نمو خدمات الطعام في السعودية في عصر تقوده التكنولوجيا.
