إطلاق HUMAIN: قفزة السعودية القادمة في ابتكار الذكاء الاصطناعي
تتخذ المملكة العربية السعودية خطوة حاسمة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق "هيومان" (HUMAIN)، شركة ذكاء اصطناعي جديدة مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة (PIF). كجزء من منظومة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالمملكة، تهدف HUMAIN إلى قيادة تطوير الذكاء الاصطناعي السيادي، مع تركيز خاص على النماذج اللغوية العربية الكبيرة، والحوسبة السحابية المتقدمة، ومراكز البيانات فائقة التطور. وتؤكد هذه المبادرة التزام المملكة باستثمار 100 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، تمهيدًا لتحول تقني يرسخ موقع السعودية كمركز عالمي في هذا المجال.
100 مليار دولار للذكاء الاصطناعي: رؤية السعودية الشاملة
تعزز المملكة موقع الذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي لاقتصادها المستقبلي، عبر استثمارات ضخمة وخطط استراتيجية طويلة الأمد. لا تقتصر منظومة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي السعودية على تمويل التكنولوجيا المتقدمة، بل تهدف إلى بناء بنية تحتية سيادية، وابتكار محلي، وشراكات مع عمالقة القطاع.
تشمل الركائز الأساسية لهذا التوجه:
-
استثمار 3 مليارات دولار حتى الآن في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
-
مشاريع مراكز بيانات بقيادة سعودية بطاقة تتجاوز 2 غيغاواط قيد التطوير.
-
صندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير حاليًا 940 مليار دولار، من المتوقع أن يصل إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يشير إلى التزام تمويلي طويل الأمد.
HUMAIN ومصانع الذكاء الاصطناعي: 500 ميغاواط من طاقة الحوسبة
تشكل البنية التحتية العمود الفقري لنمو الذكاء الاصطناعي، وتخطو HUMAIN خطوة جريئة من خلال إنشاء مصانع ذكاء اصطناعي فائقة الحجم، توفر 500 ميغاواط من طاقة الحوسبة مدعومة بمئات الآلاف من معالجات NVIDIA. يتضمن المشروع حاسوبًا فائقًا من نوع NVIDIA GB300 Grace Blackwell يتألف من 18,000 وحدة، مما يمكّن المملكة من تدريب نماذج ذكاء اصطناعي محلية على نطاق غير مسبوق.
النماذج اللغوية العربية الكبيرة (LLMs): التوسع الاستراتيجي السعودي

بينما يتركز الابتكار العالمي في الذكاء الاصطناعي على اللغتين الإنجليزية والصينية، تسد السعودية فجوة مهمة عبر تطوير نماذج لغوية
عربية متقدمة.
هذا التوجه يخدم هدفين رئيسيين:
تحديات اللغة العربية مثل تنوع اللهجات وتعقيد النصوص تتطلب تقنيات متقدمة، لكن التزام السعودية طويل الأجل يؤكد سعيها للريادة في هذا المجال.
تجاوز تحديات التبني
رغم زخم التوسع، تواجه السعودية تحديات في اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع:
-
78% من الشركات السعودية ترى أنها متأخرة في تبني الذكاء الاصطناعي.
-
46% تجد صعوبة في تحويل النماذج التوليدية من المفهوم إلى التطبيق.
-
قوانين السيادة على البيانات تعيق الاعتماد على خدمات سحابية خارجية للقطاعات المنظمة.
لمعالجة هذه التحديات، تركز المملكة على تطوير المهارات من خلال مبادرات مثل شراكة HUMAIN مع NVIDIA لتدريب آلاف المطورين في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتوائم الرقمية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي السعودي: تحول اقتصادي بقيمة 135 مليار دولار
إطلاق HUMAIN يمثل لحظة مفصلية في منظومة الذكاء الاصطناعي السعودية، ويؤكد صعود المملكة كقوة فاعلة في القيادة العالمية للتقنيات الحديثة. ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بـ135.2 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4% من الناتج الاقتصادي الكلي.