نمو قطاع الطيران السعودي: صناعة بقيمة 90 مليار دولار تعزز الاتصال العالمي
يشهد قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية نموًا غير مسبوق، حيث يُتوقع أن يساهم بمبلغ 90.6 مليار دولار في الاقتصاد بحلول عام 2025، بزيادة قدرها 71% مقارنة بـ53 مليار دولار في عام 2024. ويمثل القطاع الآن 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مدفوعًا بأرقام قياسية في أعداد المسافرين، وتحديث الأساطيل، واستثمارات استراتيجية. مع وصول حركة النقل السنوية إلى 128 مليون مسافر في 2024 بزيادة 15% عن العام السابق، يرسخ نمو قطاع الطيران السعودي مكانة المملكة كقوة عالمية في مجال الطيران.
حركة الركاب تصل إلى 128 مليونًا بزيادة سنوية قدرها 15%
سجلت مطارات المملكة 128 مليون مسافر في عام 2024، بزيادة 15% عن العام السابق. ارتفعت حركة المسافرين الدوليين إلى 69 مليونًا، فيما بلغت حركة المسافرين المحليين 59 مليونًا، ما يعكس تحسنًا كبيرًا في الربط الجوي. وتصدّر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة القائمة بخدمة 49 مليون مسافر، يليه مطار الملك خالد الدولي بالرياض بـ37.6 مليونًا، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام بـ12.8 مليونًا.
توسيع الأسطول والبنية التحتية للمطارات لمواكبة الطلب المتزايد
يشهد القطاع طفرة في عدد شركات الطيران والطائرات الحديثة، ما يهيئ بيئة سفر أكثر سلاسة. ارتفع عدد الطائرات في المملكة إلى 361 طائرة، بزيادة 12% في الطائرات التجارية. وقد أبرمت شركة "طيران الرياض" صفقة كبيرة لشراء 60 طائرة من طراز إيرباص A321neo، مع خطط لشراء طائرات عريضة البدن مستقبلًا. كما وقعت "الخطوط السعودية" صفقة بقيمة 19 مليار دولار لشراء 105 طائرات جديدة، في خطوة تعزز تجربة السفر من خلال أساطيل أكثر حداثة.
وللتعامل مع النمو المتسارع، تستثمر المملكة في تطوير طاقتها الاستيعابية، حيث يُنتظر أن يخدم مطار الملك سلمان الدولي الجديد في الرياض 120 مليون مسافر بحلول 2030، مما يعزز مكانة السعودية كمركز عبور عالمي.
نمو الشحن الجوي بنسبة 34% يعزز التجارة واللوجستيات السعودية
لا يقتصر النمو على حركة الركاب، بل يشمل الشحن الجوي أيضًا، الذي قفز بنسبة 34% ليصل إلى 1.2 مليون طن. شكّل الوارد 720 ألف طن، فيما بلغ الصادر 64 ألف طن، ومرور الترانزيت 407 آلاف طن. وتدل هذه الأرقام على التوسع السريع للمملكة في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية.
الاستدامة والابتكار يعيدان تشكيل تجربة الطيران في السعودية
في إطار التزامها بالاستدامة، بدأت شركات الطيران والمطارات السعودية في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ووقود الطيران المستدام (SAF) للحد من الانبعاثات. ويمثل استخدام مزيج يحتوي على 35% من SAF في مطار البحر الأحمر الدولي نقطة تحول في مساعي الطيران البيئي، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 البيئية.
كما تشهد تجربة المسافرين تحولًا كبيرًا من خلال اعتماد تقنيات التعرف البيومتري، والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتكامل العمليات بين المطار وشركات الطيران، ما يَعِدُ بإلغاء الطوابير الطويلة والإجراءات التقليدية.
نمو قطاع الطيران السعودي سيُعيد تعريف مستقبل السفر العالمي
لا يقتصر تطور قطاع الطيران السعودي على التوسع فقط، بل يمتد إلى إعادة صياغة مفهوم السفر الجوي. فبفضل البنية التحتية المتقدمة، والسياسات المستندة إلى الاستدامة، وتحديث الأساطيل، تقترب المملكة بسرعة من أن تصبح واحدة من أكثر مراكز الطيران العالمي اتصالًا.
وبحلول عام 2030، ستخدم السعودية أكثر من 330 مليون مسافر عبر 250 وجهة، مما يعزز نفوذها الاستراتيجي في مجال الطيران العالمي. ومع استمرار تطور القطاع، يتضح أن المملكة ستلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل السفر الجوي في الشرق الأوسط والعالم.