سوق متنامٍ: مجمّعو القروض في السعودية يتجهون نحو 63.78 مليون دولار بحلول 2030
يتسارع نمو سوق مجمّعي القروض في السعودية مع إعادة تشكيل النظام الإقراضي في المملكة بفضل الابتكار في المصرفية الرقمية والفنتك. وقد قُدّر حجم هذا القطاع بـ 43.65 مليون دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 6.58% ليصل إلى 63.78 مليون دولار بحلول عام 2030.
يُعزى ارتفاع منصات مقارنة القروض عبر الإنترنت إلى التحول الرقمي السريع في السعودية، والدعم التنظيمي من البنك المركزي السعودي (ساما)، وتغيّر تفضيلات المستهلكين. يتجه المزيد من المقترضين نحو الحلول الرقمية، ما يعزز الشفافية والتنافسية في السوق.
الفنتك والذكاء الاصطناعي: تغيّر جذري في إمكانية الوصول إلى القروض
مع انتقال 70% من المدفوعات الاستهلاكية إلى القنوات الرقمية بحلول عام 2023، أحدثت التكنولوجيا المالية ثورة في قطاع تجميع القروض. يتوقع العملاء اليوم خيارات تمويل مخصصة، وتساعد الخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي المنصات على مطابقة المقترضين مع حلول تلبي احتياجاتهم بدقة. كما تساهم الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، والمدفوعات اللاتلامسية، والعقود المبنية على البلوك تشين في تسهيل عمليات الإقراض، والتقليل من التعقيدات المرتبطة بالتمويل التقليدي.
ويستفيد المجمّعون من تحليلات البيانات الضخمة لتقديم توصيات قروض أذكى، ما يسرّع من وتيرة الموافقات ويزيد من إمكانية الوصول لرواد الأعمال والأفراد ضمن بيئة مالية متطورة.
التحديات: الأمن السيبراني والامتثال التنظيمي
رغم النمو السريع، يواجه سوق مجمّعي القروض في السعودية تحديات، لا سيما في مجال أمن البيانات والخصوصية. إذ تتعامل هذه المنصات مع معلومات مالية حساسة، ما يجعلها هدفًا للهجمات السيبرانية.
ويُلزم قانون حماية البيانات الشخصية (PDPL) الصادر عن ساما بوضع أطر صارمة للأمن السيبراني، لذا على المجمّعين الاستثمار في تقنيات التشفير، والمصادقة متعددة العوامل، وحلول التخزين الآمن لكسب ثقة المستخدمين.
التمويل الإسلامي: المجال الجديد لمجمّعي القروض
مع كون السعودية مركزًا عالميًا للتمويل الإسلامي، يتزايد الطلب على حلول إقراض متوافقة مع الشريعة. لذا تعمل منصات تجميع القروض على دمج صيغ التمويل الإسلامي مثل المرابحة والإجارة، بما يتماشى مع أهداف الشمول المالي لرؤية 2030.
وتُستخدم أدوات تحقق قائمة على الذكاء الاصطناعي لضمان الالتزام بأحكام الشريعة، فيما تعزز العقود الذكية المبنية على البلوك تشين الشفافية. هذا التحول يُتوقع أن يعزز الوصول إلى حلول تمويل أخلاقية للمقترضين المحليين والمستثمرين العالميين على حد سواء.
أهم الجهات الدافعة لنمو السوق
من أبرز مجمّعي القروض الذين يشكلون مستقبل الإقراض الرقمي في المملكة:
-
لِندُو (Lendo) – تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر الفنتك
-
تمَام للتمويل (Tamam Financing Co.) – حلول إقراض مدفوعة بالذكاء الاصطناعي
-
الشركة الرقمية للتمويل الجماعي (رقمية - Raqamyah) – ابتكار في التمويل من نظير إلى نظير
-
هلا للمدفوعات (HALA Payments Co.) – توسع في الإقراض عبر الهواتف الذكية
يتحول السوق إلى قطاع عالي التنافسية يعتمد على الفنتك، ويوفر حلول إقراض أسرع وأكثر شفافية وسهولة.
التوقعات المستقبلية: المرحلة التالية لتجميع القروض في السعودية
مع تسارع تبنّي التكنولوجيا المالية، يدخل سوق تجميع القروض في السعودية مرحلة تحوّل شاملة. إذ من المتوقع أن تسهم تقنيات التقييم الائتماني المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات عبر البلوك تشين، وحلول التمويل المضمّنة في تبسيط عمليات الإقراض أكثر فأكثر. ومع وجود دعم تنظيمي قوي وزيادة الثقة بين المستهلكين، قد يتجاوز نمو السوق التوقعات الأولية. وسيحتاج المجمّعون إلى التركيز على التخصيص الفائق، وبناء شراكات استراتيجية، وتعزيز الأمن السيبراني للحفاظ على ريادتهم في هذا القطاع المالي الديناميكي.